خير راغب: عضوية مصر المتجددة في المنظمة البحرية الدولية بوابة لطموح ملاحي جديد
أكد الكاتب الصحفي خير راغب، في مقال منشور له اليوم ،الثلاثاء، بجريدة أخبار اليوم بعنوان «خط ملاحي إقليمي.. طموح مصري جديد»، أن فوز مصر للمرة السادسة على التوالي بعضوية اللجنة (C) بالمنظمة البحرية الدولية IMO يعكس الثقل البحري للقاهرة وقدرتها على الحفاظ على موقع مؤثر داخل واحدة من أهم المؤسسات الأممية المعنية بالملاحة الدولية منذ تأسيسها عام 1958.
وأوضح راغب، أن بقاء مصر ضمن الدول المنتخبة في المنظمة للمرة الحادية والعشرين، يحمل أهمية استراتيجية، كونه يمثل «خط الدفاع الأول» لحماية المصالح البحرية المصرية، وفي مقدمتها قناة السويس التي تمر عبرها 6% من تجارة العالم، إلى جانب الموانئ المصرية التي حققت تقدماً لافتاً مثل ميناء شرق بورسعيد.
وأشار الكاتب إلى أن سؤالا محوريا يتجدد كل دورة انتخابية وهو لماذا لا تتقدم مصر لعضوية الفئتين (A) أو (B) اللتين تضمان الدول الأكثر تأثيراً في حركة التجارة البحرية؟
وأكد راغب، أنه رغم الرد الرسمي يشير إلى أن الأمر في خطط الدولة، يرى خبراء النقل أن تحقيق هذا الهدف يتطلب استكمال حزمة إصلاحات تشريعية وترويجية لجذب الاستثمار البحري وتعظيم الاستفادة من القوة الجيوسياسية المصرية.
ولفت راغب إلى أن مصر اتخذت خطوات مهمة مثل تعديل القوانين لتشجيع رفع العلم المصري على السفن، إلا أن هذه الإصلاحات تحتاج إلى استكمال عاجل لتصبح أكثر قدرة على المنافسة أمام دول مثل ليبيريا وبنما.
وكشف الكاتب عن مشروع طموح يجري بحثه حاليًّا، يتمثل في تأسيس خط ملاحي إقليمي يعمل في البحر المتوسط عبر سفن صغيرة من نوع رورو، بطاقة بين 5 و10 آلاف حاوية، لخدمة الموانئ المتوسطة والصغيرة وخلق سوق جديدة أكثر حيوية.
وأكد أن مصر تمتلك بالفعل خطوطًا ملاحية منتظمة مع السعودية والأردن وإيطاليا، ويمكن دمجها في تحالف ملاحي قوي قادر على المنافسة الإقليمية والدخول كشريك رئيسي في حركة التجارة بين البحرين الأحمر والمتوسط.
وختم راغب مقاله بالتأكيد على أن الإرادة السياسية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والاستثمارات الضخمة التي ضختها الدولة في قطاع البنية التحتية، تجعل من هذا المشروع «حلمًا قابلًا للتنفيذ» يعيد مصر إلى مكانتها التاريخية كقوة بحرية لوجستية مؤثرة عالميًا.






